سيد الحجار (أبوظبي)

أكد مسؤولون بشركات توريد وخدمات نفط وطاقة، أهمية برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة الذي أطلقته شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» خلال العام الحالي في دعم النشاط بالقطاع، وتوفير المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية للقطاع الخاص.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن البرنامج يشجع الشركات الوطنية على ضخ المزيد من الاستثمارات بمجال الصناعة المحلية دون الاعتماد فقط على توريد السلع من الشركاء أو الوكلاء، فضلاً عن الاهتمام بزيادة نسبة التوطين واستقطاب الكوادر المواطنة للعمل بالشركات الخاصة. وأكد خبراء أهمية برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة في توثيق التعاون بين القطاعين العام والخاص، وبما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز جهود تنويع الاقتصاد.

خطوة هامة
وقال يوسف النويس، رئيس مجلس إدارة شركة «الإنماء العربية»، إن برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة يعد خطوة هامة وإيجابية من «أدنوك» لتشجيع الشركات الوطنية التي تعد اليوم عصب الاقتصاد المحلي في أبوظبي، موضحاً أن تحسن أعمال الشركات الخاصة ينعكس بالإيجاب على الأوضاع الاقتصادية، ويسهم في تعزيز النمو الاقتصادي.
وأوضح أن القطاع الخاص له دور هام في التنمية الاقتصادية، ومن ثم فإن هذه التوجه من «أدنوك» أسهم بشكل مباشر في إعادة النشاط بالشركات الوطنية، مشيراً إلى أن بعض الشركات تضررت من تباطؤ الأعمال خلال السنوات المقبلة، ومن ثم جاءت هذه الخطوة في وقت مناسب.


وأضاف النويس، أن الشركات العالمية التي تتواصل مع «الإنماء العربية» للعمل بالسوق المحلي حالياً تهتم بدراسة كيفية تحسين تقييمها لتعزيز القيمة المحلية المضافة. وأكد أن التعاون بين «أدنوك» والشركات المحلية نموذج يحتذى، متوقعاً زيادة أعمال «الإنماء العربية» خلال الفترة المقبلة بعد الإعلان عن اعتماد استراتيجية «أدنوك» الشاملة للغاز، وخطة العمل الجديدة لـ«أدنوك» التي تشمل زيادة المصاريف الرأسمالية إلى 486 مليار درهم للسنوات الخمس المقبلة. وقال النويس: إن بعض الشركات التابعة للمجموعة فازت بالفعل بمشاريع جديدة، فضلاً عن مشاريع أخري قيد المناقشات، موضحاً أن كل شركة لديها تقييم جيد في برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة، وتتميز أعماله بالجودة والكفاءة، لديها فرصة لتنفيذ العديد من المشاريع مستقبلاً.
وأوضح النويس أن المجموعة تعد وكيلاً لعدد كبير من الشركات العالمية، فضلاً عن الشراكة مع شركات متنوعة في أعمال من التوريد والتصنيع والخدمات بقطاع النفط.
دعم الصناعة
بدوره، أكد الدكتور غيث بن هامل الغيث نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الغيث للطاقة، أهمية برنامج القيمة المحلية المضافة في دعم الصناعة المحلية، مشيراً إلى أن المجموعة لديها حالياً 5 مصانع تخدم قطاع النفط والغاز، فيما تعتزم إنشاء 5 مصانع أخرى لتصنيع مواد وكيماويات متنوعة لخدمة حقول النفط والغاز، وذلك بما يتماشى مع استراتيجية «أدنوك» لدعم السلع المصنعة محلياً.
وأوضح الغيث، أن المعايير التي يتم تطبيقها لتقييم مساهمة الموردين في تعزيز القيمة المحلية المضافة تعد مناسبة للشركات التي لها صناعة محلية وتوفر قيمة مضافة، مشيداً بتوجه «أدنوك» لعقد العديد من ورش العمل مع القطاع الخاص لتوضيح البرنامج وإدخال بعض التعديلات.


وأكد الغيث أهمية برنامج تعزيز القيمة المحلية المضافة في توثيق التعاون بين القطاعين العام والخاص، وبما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي، وتعزيز جهود تنويع الاقتصاد.

فرص أعمال
ومن جهته، أشار شامس بن علي خلفان الظاهري العضو المنتدب لمجموعة شركات علي وأولاه، إلى أهمية برنامج أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة، والذي أسهم في مساعدة الشركات الوطنية ليكون لها فرصة أكبر لمزيد من الأعمال.
وأضاف أنه بناء على هذا البرنامج فإن الشركات تحصل على تقييم محدد، حيث يتم منح أفضلية للشركات ذات التقييم المرتفع في الحصول على المناقصات.
وأشار الظاهري إلى ارتفاع حجم أعمال شركة علي وأولاده لخدمات النفط والغاز بنحو 10% خلال العام الحالي، ليصل إلى 250 مليون درهم، متوقعاً نمو أعمال الشركة العام المقبل بنحو 20% إلى 25%، لاسيما مع اعتماد خطة العمل الجديدة لـ«أدنوك».


وأضاف أن هذه القرارات أسهمت في وضوح شامل للرؤية، ما يساعد الشركات المحلية على تحديد قراراتها وتوجهاتها الاستثمارية خلال الفترة المقبلة، لأن توفر المعلومات التفصيلية يسهم في تحديد المسارات المستقبلية للشركات.
وأوضح أن أعمال النفط والغاز تشكل نحو 20% إلى 25% من أعمال مجموعة شركات علي وأولاده، والتي تتوزع أعمالها على العديد من القطاعات الاقتصادية.
وذكر الظاهري أن شركة علي وأولاده لخدمات النفط والغاز لديها وكالات مع 20 إلى 25 شركة محلية، حيث يتم توفير بعض المنتجات للسوق المحلي عبر الشركاء، أو من خلال تجميع أكثر من منتج، كما توفر الشركة مباشرة خدمات مساعدة لعمليات الحفر عبر شركات مملوكة بالكامل للمجموعة.
وأضاف أن الشركة تدرس كذلك فرص الدخول مع الشركاء لتصنيع بعض المنتجات محلياً، موضحاً أن الشركة تركز في أعمالها حالياً على السوق الإماراتي والذي يشكل نحو 90% من حجم أعمال الشركة. وذكر أن عدد العاملين في شركة علي وأولاده لخدمات النفط والغاز يصل حالياً لنحو 500 موظف وعامل، فيما يصل عدد العاملين في المجموعة ككل إلى 4 آلاف، مشيراً إلى اهتمام الشركة بزيادة نسبة التوطين عبر برامج تدريبية وتأهيلية للشباب بهدف استقطاب الكفاءات للعمل، لاسيما أن القطاع الخاص يوفر فرصاً متميزة للمواطنين، ويفتح الباب أمامهم لتحقيق طموحاتهم في المستقبل.

نمو أعمال الشركات المساندة بقطاع النفط
توقع مسؤولون بعدد من الشركات العاملة بمجالات مساندة لقطاع النفط والغاز نمو أعمال هذه الشركات تزامنا مع التحسن المرتقب في أداء القطاع خلال الفترة المقبلة.
وقال وليد سمارة المدير الإقليمي للحسابات الاستراتيجية في شركة اميرسون اوتوميشن سولوشنز، إن هناك تفاؤلا بتحسن النشاط بقطاع النفط، ما ينعكس على أداء كافة الشركات التي ترتبط أعمالها بالقطاع، موضحاً أن شركة اميرسون تتخذ من دبي مقرا إقليميا لها لتنشر أعمالها في مجال الأتمتة وإدارة أجهزة التحكم في مواقع النفط والغاز إلكترونيا، في عدة دول في الشرق الأوسط وأفريقيا منها الإمارات والسعودية والكويت وعمان.
وأوضح محمد قليبو مدير عام شركة الإمارات المساندة للتقنية إن الشركة تحرص على توفير التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي للسوق المحلي والتي تسهم في خفض التكاليف، موضحاً أن استراتيجية «أدنوك» تسهم في تحسن النشاط بالقطاع، وتعزيز أعمال الشركات، متوقعاً نمو أعمال الشركة بداية من النصف الثاني من العام المقبل.